
في كلمات قليلة
تحليل لسياسة دونالد ترامب يوضح أن استراتيجية فرض الرسوم الجمركية لتقليص العجز التجاري قد لا تؤدي إلى إعادة التصنيع في الولايات المتحدة. على العكس، قد تخاطر هذه السياسة بتسريع تراجع الصناعة الأمريكية بسبب تعقيد الروابط العالمية والإجراءات الانتقامية المحتملة.
تعود سياسات الحماية التجارية التي دافع عنها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بقوة لتصبح محط نقاش. يجادل أنصار هذه السياسات بأن فرض رسوم جمركية مرتفعة وتقليص العجز التجاري مع الشركاء الرئيسيين، مثل اليابان، سيؤدي حتماً إلى زيادة الإنتاج داخل الولايات المتحدة وعودة التصنيع (إعادة التصنيع) إلى البلاد.
هذه الفكرة، التي عبر عنها دونالد ترامب علناً منذ أواخر الثمانينات، كانت محور برنامجه الاقتصادي خلال فترة رئاسته. يعتقد مؤيدو هذا التوجه أن الحد من الواردات من خلال الرسوم الجمركية سيجبر الشركات على تكثيف الإنتاج محلياً.
ومع ذلك، هناك وجهة نظر أخرى يقدمها بعض المحللين. تشير هذه الرؤية إلى أن العلاقة بين العجز التجاري وعملية "إزالة التصنيع" (تراجع الصناعة) ليست بهذه البساطة التي تتصورها إدارة ترامب. الخبرات التاريخية، بما في ذلك المثال الفرنسي، تظهر أن خفض الميزان التجاري السلبي لا يؤدي دائماً إلى نمو تلقائي في الإنتاج الصناعي.
الأهم من ذلك، يرى منتقدو هذه السياسة أن فرض الرسوم قد يأتي بنتائج عكسية. فزيادة تكلفة المكونات المستوردة والإجراءات الانتقامية من الدول الأخرى قد تضر بالمنتجين الأمريكيين الذين يعتمدون على سلاسل التوريد العالمية، وفي نهاية المطاف، تسرّع عملية "إزالة التصنيع" بدلاً من وقفها.