
في كلمات قليلة
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يؤكد أن ضريبة الأثرياء يجب أن تكون عالمية لتكون فعالة. يخشى ماكرون من هروب رؤوس الأموال إذا تم فرض الضريبة في فرنسا وحدها. الاقتصادي غابرييل زوكمان يعارض هذا الرأي ويقول إن الدراسات لا تظهر هروباً ضريبياً كبيراً.
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الثلاثاء إن زيادة الضرائب على أكبر الثروات «لها معنى إذا كانت عالمية»، معتبراً أنه من الوهم الاعتقاد بأن «الناس سيبقون بلطف ليتم فرض الضرائب عليهم» إذا تم تطبيق ذلك فقط على الأراضي الفرنسية.
كان النواب الفرنسيون قد تبنوا في فبراير الماضي ما يسمى بـ «ضريبة زوكمان»، وهي ضريبة دنيا بنسبة 2% على ثروات الأثرياء الفاحشين، مستوحاة من أعمال الاقتصادي الفرنسي غابرييل زوكمان، وذلك رغم معارضة الائتلاف الحكومي. من المقرر أن يتم دراسة مشروع القانون في مجلس الشيوخ في يونيو، لكن فرص اعتماده هناك تبدو ضعيفة بسبب موازين القوى داخل هذا المجلس.
وقال الرئيس الفرنسي خلال مقابلة تلفزيونية يوم الثلاثاء: «ضريبة زوكمان، لها معنى إذا كانت عالمية». وذكّر بجهود فرنسا ضمن مجموعة العشرين، بدفع من البرازيل، لمحاولة فرض تنسيق ضريبي على المليارديرات على مستوى الكوكب. صرح إيمانويل ماكرون: «لهذا السبب ناضلت مع الرئيس لولا في ذلك الوقت، والرئيس بايدن، لفرضها على مستوى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)»، معتبراً أنه من الوهم فرض مثل هذه الضريبة داخل الحدود الفرنسية فقط.
بينما لم تتوصل دول مجموعة العشرين إلى اتفاق على فرض ضريبة مشتركة على المليارديرات، فقد اتفقت في نوفمبر الماضي على زيادة التعاون من أجل فرض ضرائب «بشكل فعال» على أكبر الثروات في العالم. تساءل الرئيس خلال نقاش مع الأمينة العامة لنقابة CGT، صوفي بينيه: «هل تعتقدون أنه إذا فرضت فرنسا وحدها ضريبة على الأصول التي تتجاوز 100 مليون يورو، سيبقى الناس بلطف ليتم فرض الضرائب عليهم؟» وعندما أجابت محاورته بـ «نعم»، رد الرئيس: «قدموهم لي، بصراحة قدموهم لي».
من جانبه، رد الاقتصادي غابرييل زوكمان على منصة X، مخاطباً إيمانويل ماكرون بعد مداخلته التلفزيونية: «ببساطة لا توجد دراسة واحدة موثوقة تثبت وجود تدفقات ضخمة للهجرة الضريبية (...) لا يمكن بجدية التلويح بهذا الفزاعة». واستشهد الاقتصادي بدراسة حول بيانات سويدية ودنماركية، ودراسة بريطانية، وأخرى من منظمة France Stratégie. يؤكد زوكمان أن «نتائجها بالإجماع: الهجرة الضريبية استجابة لفرض الضرائب على الثروة هي ظاهرة لا تذكر».