
في كلمات قليلة
في أعقاب محاولة اختطاف في باريس، دعا الرئيس التنفيذي لشركة Société.com إلى تغيير القوانين الفرنسية لحماية البيانات الشخصية لرواد الأعمال المتاحة للجمهور، مؤكداً أن ذلك يمثل تهديداً أمنياً. واقترح استخدام مستندات مجهولة وعناوين مراسلات منفصلة.
سلطت محاولة اختطاف وقعت مؤخراً في باريس الضوء مجدداً على قضية حساسة تتعلق بأمن رواد الأعمال. دعا غيوم بيرتو، الرئيس التنفيذي لشركة Société.com، إلى إجراء تغييرات عاجلة على التشريعات الفرنسية للفصل بوضوح بين الحياة الخاصة والعامة عند تأسيس عمل تجاري. يهدف هذا الإجراء إلى تمكين رواد الأعمال الذين يرغبون في الحفاظ على خصوصيتهم من التعرض للمخاطر بشكل أقل.
بموجب القانون الحالي، يُطلب من مديري الشركات الفرنسية الخاصة الكشف الكامل عن معلوماتهم القانونية، والتي تشمل الاسم الكامل، العنوان الشخصي، وتاريخ الميلاد. يتم نشر هذه البيانات على منصات معلومات قانونية مثل Société.com، وفي مستندات رسمية مثل Kbis، والإعلانات القانونية. يشمل هذا العديد من الشركات الصغيرة التي يكون مقرها الاجتماعي هو عنوان منزل رئيسها.
على الرغم من أن هذه الشفافية تلبي حاجة مشروعة للمعلومات الاقتصادية، إلا أن Société.com تشير إلى أنها تثير قضايا أمنية خطيرة اليوم. تذكر الشركة مخاطر التحرش، انتحال الهوية، وحتى أسوأ من ذلك. هذه "التهديدات المباشرة" تؤثر على "عدد متزايد من المديرين".
من بين الأمثلة الحديثة على هذه المخاطر محاولة اختطاف ابنة رجل الأعمال بيير نويزا التي تم إحباطها الأسبوع الماضي. نويزا (59 عاماً)، الذي يفضل عدم الظهور إعلامياً، لم يخفِ استياءه من سهولة الوصول إلى بياناته الشخصية، وخاصة عنوانه الفعلي، على الإنترنت. وصف النظام الإداري الفرنسي بأنه "جحيم معياري"، مشيراً إلى وثيقة إثبات الإقامة التي تسمح بربط الاسم بالعنوان الفعلي، واعتبرها أداة يمكن استخدامها للإضرار بشخص ما.
يشارك غيوم بيرتو هذا الرأي بقوة، معتبراً أن العنوان الشخصي يجب ألا يظهر في المستندات الرسمية المتاحة للجميع. يرى أنه من غير المنطقي أن يستطيع الشخص العادي حماية بياناته عبر اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR)، بينما يُجبر رائد الأعمال على نشر عنوانه بمجرد تأسيس شركته. بالنسبة له، هذه "مشكلة أمنية" وليست مجرد مسألة خصوصية. على غرار إريك لارشيفيك، أحد الشخصيات البارزة في عالم العملات المشفرة، الذي يرى أن "النجاح في فرنسا، سواء في الأصول المشفرة أو غيرها، يعني وضع هدف على ظهرك".
يدعو الرئيس التنفيذي لـ Société.com الدولة إلى "تقديم مستندات مجهولة الهوية" و"إعادة التفكير في الشفافية الاقتصادية" من خلال إلزام الشركات باستخدام عنوان مراسلات منفصل عن العنوان الشخصي. قد يلقى هذا النداء آذاناً صاغية، حيث عقد وزير الداخلية برونو ريتايو اجتماعاً مع كبار رواد الأعمال في عالم العملات المشفرة لمناقشة أمنهم. وقد أعلن الوزارة أن الاجتماع كان "اجتماع عمل أول" لتحديد "نقاط الضعف الخاصة التي يتعرض لها هؤلاء الفاعلون". ومع ذلك، لم يتم حتى الآن تحديد أي إجراءات بخصوص البيانات الشخصية المتاحة عبر الإنترنت.