
في كلمات قليلة
تشهد المراعي الجبلية التقليدية في منطقة أوفرن بفرنسا ارتفاعاً في أسعار الأراضي بسبب تزايد الاهتمام الاقتصادي. هذا يشكل تحدياً للمزارعين المحليين ويهدد سبل عيشهم، مما يدفعهم للبحث عن حلول جماعية مثل تأسيس الجمعيات التعاونية.
في قلب منطقة ماسيف سنترال الفرنسية، وتحديداً في إقليم أوفرن، تواجه ممارسات الرعي التقليدية في المرتفعات تحديات جسيمة. هذا النمط القديم من الزراعة، الذي يمثل جزءاً لا يتجزأ من الحياة الريفية المحلية، بات تحت ضغط الارتفاع السريع في أسعار الأراضي.
في أواخر شهر مايو من كل عام، يتم نقل آلاف رؤوس الماشية إلى ما يُعرف بـ "المراعي الصيفية" (estives)، وهي مراعٍ مرتفعة تقع على ارتفاع يزيد عن 1200 متر. هنا، وسط مناظر طبيعية خلابة، تقضي الحيوانات أشهر الصيف، وتجد طعاماً وفيراً في المراعي الشاسعة. هذه الممارسة ليست مجرد طريقة لتربية الماشية، بل هي أساس النظام الزراعي في المنطقة.
ولكن ما كان يمثل دورة طبيعية عبر القرون، أصبح اليوم مشكلة اقتصادية حادة. الأراضي في الجبال، التي كانت متاحة لرعي المواشي موسمياً، أصبحت محل طلب متزايد. هذه الظاهرة، التي يشار إليها بالفعل بـ "الاندفاع نحو الذهب الأخضر"، تؤدي إلى زيادة كبيرة في قيمة الأراضي وأسعار استئجار المراعي. بالنسبة للعديد من المزارع الصغيرة، أصبحت التكاليف المتزايدة عبئاً لا يُحتمل.
يقول المزارعون المحليون، معربين عن قلقهم على مستقبل مزارعهم التقليدية: "لن نخسر المال فقط، بل سنخسر تراثنا". الخطر يهدد نمط الحياة بأكمله الذي توارثوه جيلاً بعد جيل.
استجابةً لهذه التحديات الاقتصادية، يبحث المزارعون عن طرق جديدة للبقاء. أحد الحلول التي تكتسب شعبية هو التجمع في مجموعات وجمعيات تعاونية. تتيح الجهود المشتركة للمزارعين تجميع الموارد لشراء أو استئجار قطع الأراضي للمراعي على المدى الطويل، وبالتالي تخفيف العبء المالي الفردي والحفاظ على إمكانية ممارسة الرعي التقليدي في الجبال.
يعتمد مصير المراعي والزراعة في أوفرن على مدى نجاح المزارعين في التكيف مع الواقع الاقتصادي الجديد والحفاظ على تراثهم الفريد في وجه الضغوط السوقية.