
في كلمات قليلة
تواجه فرنسا أزمة حادة تتمثل في نقص المنقذين، مما أجبر العديد من المسابح البلدية على إغلاق أبوابها في ذروة الصيف. هذا الوضع لا يسبب استياء السكان فحسب، بل يؤدي أيضاً إلى زيادة مقلقة في عدد حوادث الغرق، حيث يلجأ الناس إلى أماكن سباحة غير خاضعة للرقابة هرباً من الحر.
في خضم موجة الحر الصيفية، تواجه فرنسا أزمة غير متوقعة: إغلاق المسابح البلدية في جميع أنحاء البلاد. والسبب هو نقص كارثي في عدد المنقذين المؤهلين، وهو وضع لا يهدد فقط خطط السكان للترفيه الصيفي، بل يعرض سلامتهم للخطر بشكل مباشر.
ويُعد ما حدث في بلدة لانريلاس، بمنطقة كوت دارمور، مثالاً صارخاً على هذه الأزمة. فالمسبح المحلي المفتوح الذي يبلغ طوله 25 متراً، والذي كان يُسعد سكان البلدة البالغ عددهم 850 نسمة بدخوله المجاني كل صيف، ستبقى أبوابه مغلقة هذا العام. ورغم الأبحاث العديدة، لم يتمكن رئيس البلدية، إيف لوموان، من العثور على منقذ متاح لضمان سلامة السباحين. ويقول بمرارة: \"كنا نخشى حدوث ذلك منذ عامين أو ثلاثة. إنها مشكلة حقيقية\".
مشكلة لانريلاس ليست سوى غيض من فيض. فوفقًا للنقابات المهنية، تفتقر فرنسا حاليًا إلى أكثر من 5000 منقذ لتلبية الطلب المتزايد من البلديات. وقد أدى هذا النقص بالفعل إلى عواقب مأساوية. تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن 109 أشخاص لقوا حتفهم غرقًا منذ بداية شهر يونيو، بزيادة قدرها 58% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. كما تضاعف عدد حالات الغرق غير المميتة ليصل إلى 400 حالة. وتقع معظم هذه الحوادث في الطقس الحار، عندما يبحث الناس عن البرودة في المسطحات المائية غير الخاضعة للرقابة مثل الأنهار والبحيرات.
تتعدد أسباب هذه الأزمة، ومنها انخفاض الأجور، وساعات العمل غير المنتظمة، وتقاعد أعداد كبيرة من المهنيين، والمنافسة الشديدة من القطاع الخاص كالحدائق المائية والمخيمات، حيث يمكن أن تصل الرواتب إلى 3000 يورو شهريًا. تحاول البلديات جاهدة جذب الموظفين من خلال عروض مثل تغطية تكاليف التدريب، وتوفير السكن المجاني، وتقديم مكافآت مجزية، لكن هذه الإجراءات لا تنجح دائمًا. ففي المناطق الحدودية مع سويسرا على سبيل المثال، تجد السلطات المحلية صعوبة في منافسة الرواتب المرتفعة في البلد المجاور.
وقد وصل الوضع إلى نقطة حرجة. ففي مدينة سيليستات، أدى الغياب المرضي لثلاثة منقذين في وقت واحد إلى إغلاق المسابح الأربعة في المدينة خلال عطلة نهاية الأسبوع. وفي فيتو، تعرض المنقذ الوحيد لإصابة بعد انزلاقه، مما استدعى إغلاق المسبح لمدة أسبوعين. وتدق النقابات ناقوس الخطر، مطالبة بـ \"خطة طارئة لتدريب المنقذين\" و\"خدمة عامة حقيقية ومجانية لتعليم السباحة\" لمنع تفاقم الأزمة.