
في كلمات قليلة
يكشف تحقيق جديد، استنادًا إلى شهادات السكان المحليين، عن الحملة المنهجية التي تشنها روسيا لمحو الهوية الأوكرانية في المناطق التي احتلتها منذ بدء الغزو. يتناول التقرير التغييرات في التعليم والدعاية والضغط على المؤسسات المحلية لخلق واقع جديد موالٍ لروسيا.
كشف تحقيق صحفي موسع، استنادًا إلى شهادات تم جمعها على مدار أشهر من أوكرانيين فروا من المناطق المحتلة، عن حملة ممنهجة تهدف إلى محو الهوية الأوكرانية وفرض الثقافة الروسية. يسلط التحقيق الضوء على التغييرات الجذرية التي طرأت على حياة السكان منذ بدء الغزو الروسي في فبراير 2022.
وفقًا للشهادات التي تم جمعها، فإن أحد الأساليب الرئيسية المتبعة هو السيطرة على نظام التعليم. يتم استبدال المناهج الدراسية الأوكرانية بأخرى روسية، وتُفرض اللغة الروسية كلغة أساسية للتدريس، بينما يتم تصوير أوكرانيا كدولة مصطنعة ليس لها تاريخ مستقل. يُجبر المعلمون على اتباع هذه التوجيهات الجديدة تحت طائلة التهديد، ويُنقل الأطفال إلى بيئة تعليمية تهدف إلى إعادة تشكيل وعيهم الوطني.
بالتوازي مع ذلك، تُستخدم الدعاية المكثفة عبر جميع القنوات المتاحة للترويج للرواية الروسية. يتم التحكم في وسائل الإعلام المحلية بشكل كامل، وتُبث برامج تُمجّد روسيا وتشوه التاريخ والثقافة الأوكرانية. يتم الضغط على المؤسسات الثقافية والإدارية لتبني الرموز والسياسات الروسية، مما يخلق بيئة قمعية لأي تعبير عن الهوية الأوكرانية.
كما وثّق التحقيق شهادات مؤلمة حول التعذيب والترهيب الذي يتعرض له كل من يُبدي مقاومة لهذه السياسات. يصف السكان الذين تمكنوا من الفرار مناخًا من الخوف الدائم، حيث يمكن أن يؤدي أي فعل يُفسَّر على أنه "غير موالٍ" إلى عواقب وخيمة. هذه الروايات، التي وصفها الباحثون بأنها "ثقيلة ومؤلمة"، تُعتبر ضرورية لفهم حجم المأساة الإنسانية التي تتكشف في هذه المناطق بعيدًا عن خطوط الجبهة.