
في كلمات قليلة
يشير تحليل للبيانات اللوجستية إلى أن روسيا تواجه استنفادًا في ترسانتها من الأسلحة السوفيتية، مما أدى إلى اعتمادها الكبير على كوريا الشمالية للحصول على الذخائر والمواد المتفجرة. كما أصبحت الصين المورد الرئيسي للمكونات والآلات اللازمة لصناعتها الدفاعية.
كشف تحليل لبيانات لوجستية أن روسيا ربما تكون قد استنفدت مخزونها الضخم من الأسلحة التي تعود للحقبة السوفيتية، مما دفعها إلى الاعتماد بشكل متزايد على حلفائها الآسيويين، وتحديداً كوريا الشمالية، لتلبية احتياجاتها من العتاد العسكري.
وفقًا للبيانات، عاد تدفق البضائع من منشآت التخزين العسكرية الروسية إلى خطوط المواجهة إلى مستوياته التي كان عليها قبل عام 2022، مما يشير إلى تراجع كبير في المخزونات المتاحة. ويؤكد التقرير أن مخزونات الدبابات والمدرعات ومنصات المدفعية وغيرها من المعدات في تناقص مستمر، حيث انخفضت عمليات التسليم من قواعد التخزين بأكثر من 25% في عام 2024، مما يعكس "استنفادًا لا رجعة فيه للمعدات".
ومع ذلك، يحذر بعض المحللين العسكريين من تفسير هذا التراجع على أنه علامة مؤكدة على "فقدان الفعالية القتالية"، مشيرين إلى أن التكتيكات الروسية تطورت لتعتمد على عدد أقل من المركبات المدرعة، بالإضافة إلى أن القوات المسلحة الروسية تعمل أيضًا على تكوين مخزونات جديدة.
الاعتماد على كوريا الشمالية
يُظهر تحليل البيانات اللوجستية أن روسيا أصبحت تعتمد بشكل كبير على كوريا الشمالية. ففي عام 2024، جاء حوالي 52% من الشحنات المصنفة على أنها "مواد متفجرة" والموجهة إلى الترسانات الروسية من ميناء ناخودكا، وهي منطقة ساحلية على بحر اليابان تستخدمها كوريا الشمالية لنقل بضائعها. وقد تضاعفت الشحنات القادمة من هذه المنطقة بين عامي 2023 و2024 لتصل إلى 250 ألف طن.
ويشكل هذا الاعتماد على بيونغ يانغ "تبايناً صارخاً" مع صورة الاكتفاء الذاتي التي تحاول روسيا إظهارها. وتؤكد هذه النتائج تقارير استخباراتية سابقة، حيث قدرت المخابرات العسكرية الأوكرانية أن 40% من الذخائر الروسية تأتي من كوريا الشمالية، بينما أشارت تقديرات كورية جنوبية إلى أن بيونغ يانغ أرسلت ما يصل إلى 28 ألف حاوية إلى روسيا، تحتوي على صواريخ باليستية وقذائف مدفعية.
دور الصين وإيران
على الرغم من أن الصين لم تقدم مساعدة عسكرية مباشرة لموسكو، إلا أنها أصبحت المورد الرئيسي لصناعة الدفاع الروسية. فقد تضاعفت الشحنات من المناطق الروسية المتاخمة للصين إلى مواقع الإنتاج العسكري الرئيسية تقريبًا لتصل إلى أكثر من 3 ملايين طن منذ عام 2021. وتوفر الصين لروسيا الآلات والمكونات التي تحتاجها لتشغيل آلتها الحربية.
أخيرًا، يرصد التحليل تدفقًا محدودًا للمعدات من بحر قزوين، والذي قد يكون مصدره إيران، مما يعزز صورة التحالفات الجديدة التي تعتمد عليها موسكو في جهودها العسكرية.