
في كلمات قليلة
فيلم وثائقي جديد بعنوان "أجساد ضائعة" يسلط الضوء على القصص المؤلمة لسبعة رياضيين محترفين سابقين، يكشف عن التضحيات الجسدية والنفسية التي دفعوها خلال مسيرتهم المهنية.
باريس. يسلّط فيلم وثائقي فرنسي جديد بعنوان «أجساد ضائعة» (À corps perdu) الضوء على الجانب المظلم من الرياضة الاحترافية، كاشفاً عن التضحيات الجسدية والنفسية التي يدفعها النجوم بعد اعتزالهم، حيث يتجاوز ثمن المجد الكؤوس والميداليات ليصبح ثمناً صحياً باهظاً.
الفيلم، الذي عُرض على قناة L’Équipe، هو تحقيق صحفي عميق يعرض سبع شهادات مؤثرة لرياضيين محترفين سابقين من مختلف الرياضات، من كرة القدم والركبي إلى سباق الدراجات، والذين قدموا أكثر بكثير من مجرد "تبليل القميص" في الملعب.
من بين القصص الأكثر صدمة، قصة لاعب كرة القدم السابق برونو رودريغيز (52 عاماً)، الذي اضطر اليوم إلى بتر ساقه نتيجة المضاعفات. وهناك أيضاً كلود أنيلكا (61 عاماً)، الظهير الأيسر الأسطوري لنادي مرسيليا، الذي يعاني اليوم من عرج شديد. كما أن الحارس السابق لفريق ستاد ريمس، فلوران دوبارشي (24 عاماً)، من المرجح ألا يضع قدمه في ملعب كرة قدم مرة أخرى.
ويكشف الوثائقي عن ثقافة "اللعب بأي ثمن"، حيث يتحدث لاعب الركبي السابق أنطوان بوربان، الذي قضى 16 عاماً في دوري Top 14، عن تجاهل ارتجاجات المخ والمخاوف الجسدية من أجل الفريق، معترفاً: «لم نكن نعرف» العواقب طويلة الأمد.
الفيلم، من إخراج جول بيان-روزا والصحفي سيباستيان تاراغو، لا يكتفي بعرض المآسي، بل يثير تساؤلات مؤسسية ملحة: من المسؤول عن صحة هؤلاء الأبطال بعد أن تضعهم الأندية جانباً؟ هل هناك طرف مذنب في هذه القصة؟
على الرغم من الألم، يركز «أجساد ضائعة» أيضاً على مسار إعادة البناء والتعافي. فإعادة الاندماج المهني والمشاركة في الجمعيات الخيرية والدعم الحاسم من العائلة والأصدقاء تشكل عكازات حقيقية تساعد هؤلاء الرياضيين على إصلاح مصائرهم التي كسرها الرياضة وأعادت الحياة بناءها، حاملاً رسالة تفاؤلية بدلاً من التشاؤم.