
في كلمات قليلة
يحلل الخبير الاقتصادي نيكولا بافيري الوضع الاقتصادي في فرنسا مشيراً إلى أن الضرائب المرتفعة تضر بالنمو. تظهر البيانات تباطؤاً كبيراً في الاقتصاد الفرنسي مقارنة بدول أوروبية أخرى، مع تداعيات مثل زيادة البطالة وتراجع الصناعة.
يشير الخبير الاقتصادي الفرنسي البارز نيكولا بافيري إلى أن الوضع الاقتصادي الحالي في فرنسا يؤكد نظرية الاقتصادي آرثر لافر الشهيرة التي تقول إن "الكثير من الضرائب يقتل الضريبة"، بمعنى أن فرض ضرائب عالية جداً يمكن أن يثبط النشاط الاقتصادي ويقلل في النهاية من الإيرادات الضريبية.
يرى بافيري أن قرار إضافة حوالي 40 مليار يورو من الضرائب الجديدة على اقتصاد يعاني بالفعل من الضعف هو مثال مؤسف على هذه النظرية. ففي الوقت الذي يشهد فيه النشاط الاقتصادي تراجعاً طفيفاً في الولايات المتحدة (0.3%-) وارتفاعاً في التضخم (2.8%)، يظهر النمو في منطقة اليورو مرونة نسبية بارتفاع قدره 0.4% في الربع الأول من عام 2025. لكن فرنسا تشكل استثناءً ملحوظاً، حيث اقتصر النمو على 0.1% فقط بعد تراجع بنسبة 0.1% في نهاية عام 2024. للمقارنة، سجلت ألمانيا نمواً بنسبة 0.2%، وإيطاليا 0.3%، وإسبانيا 0.6%، وحتى أيرلندا حققت نمواً كبيراً بلغ 3.2%.
وفقاً للخبير، فإن جميع محركات النمو الرئيسية في فرنسا متعطلة حالياً. الاستهلاك راكد، والاستثمار يواصل انخفاضه (-0.2%)، والصادرات تراجعت بنسبة 0.7%. وكانت النتيجة الطبيعية لذلك هي الارتفاع الحاد في حالات الإفلاس وزيادة البطالة. كما عادت ظاهرة تراجع التصنيع (Deindustrialization) بقوة، مع إغلاق العديد من المواقع الصناعية وخطط لتسريح العمال. القيمة المضافة للقطاع الصناعي في فرنسا انخفضت إلى 9% فقط من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنة بـ 15.4% في إيطاليا التي أصبحت رابع أكبر مصدر في العالم.
ويختتم بافيري بأن هذا الوضع الاقتصادي هو دليل واضح ومؤلم على أن سياسة "الكثير من الضرائب تقتل الضريبة" قد أصبحت حقيقة واقعة في فرنسا.