
في كلمات قليلة
وافق الاتحاد الأوروبي على شراء منتجات طاقة أمريكية بقيمة 750 مليار دولار لتجنب رسوم جمركية جديدة. يرى الخبراء أن الصفقة غير واقعية وتهدد أهداف المناخ الأوروبية وتخلق تبعية استراتيجية جديدة لواشنطن.
في صفقة مفاجئة تهدف إلى تجنب حرب تجارية، وافق الاتحاد الأوروبي على شراء منتجات طاقة أمريكية بقيمة 750 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات. هذا الالتزام يأتي في مقابل تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدم فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 15% على الصادرات الأوروبية إلى الولايات المتحدة.
تتضمن الصفقة شراء كميات ضخمة من الغاز الطبيعي المسال (LNG) والنفط الخام والفحم وأنواع وقود أخرى. ومع ذلك، يرى خبراء أن هذه الصفقة تثير تساؤلات جدية حول جدواها وتأثيراتها الاستراتيجية والمناخية.
شكك فوك-فينه نجوين، خبير الطاقة في معهد جاك ديلور، في إمكانية تحقيق هذا الالتزام، واصفًا تفاصيل الاتفاق بأنها "غامضة جدًا". وأوضح أن واردات أوروبا من الطاقة الأمريكية بلغت العام الماضي حوالي 15 مليار يورو للغاز و40 مليارًا للنفط، مما يعني أن الصفقة الجديدة تتطلب مضاعفة هذه الأرقام ثلاث مرات، وهو أمر يبدو "صعب التحقيق".
يثير الاتفاق أيضًا مخاوف بشأن الأهداف المناخية للاتحاد الأوروبي. فالغاز الطبيعي المسال الأمريكي، بسبب طرق استخراجه ونقله عبر المحيط، يعتبر ذا بصمة كربونية عالية. ويرى الخبراء أن هذه الصفقة تمثل إشارة سلبية قوية، حيث تستمر أوروبا في إبرام اتفاقيات تروج للوقود الأحفوري، مما يضعف من التزاماتها البيئية.
من الناحية العملية، لا يستطيع الاتحاد الأوروبي إجبار الشركات الخاصة على شراء الطاقة من مصدر معين. يمكنه حظر الشراء من دولة ما، كما هو الحال مع روسيا، لكن لا يمكنه فرض الشراء من الولايات المتحدة. هذا الأمر يضيف طبقة أخرى من الشكوك حول كيفية تنفيذ الاتفاق.
أخيرًا، يرى المنتقدون أن أوروبا تستبدل تبعيتها للطاقة الروسية بتبعية جديدة للولايات المتحدة. وعلى عكس العلاقات السابقة، تمتلك واشنطن القدرة على وقف الصادرات بشكل أحادي. يظهر هذا الاتفاق، بحسب المراقبين، أن الاتحاد الأوروبي لم يتمكن من فرض قوته ككتلة اقتصادية ضخمة، وبدلًا من ذلك، يخلق لنفسه "شكلًا جديدًا من التبعية" في قطاع الطاقة الحيوي.