
في كلمات قليلة
اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تمويل نظام الرعاية الاجتماعية في البلاد بشكل أكبر عبر ضريبة القيمة المضافة على الاستهلاك، بهدف تقليل الاعتماد على اشتراكات العمال وأصحاب العمل في ظل التحديات الديموغرافية. الفكرة قيد النقاش وتثير جدلاً حول تأثيرها على الفئات المختلفة.
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى عقد مؤتمر اجتماعي موسع لمناقشة سبل تمويل النموذج الاجتماعي للبلاد. يرى الرئيس أن النظام الحالي يعتمد بشكل مبالغ فيه على الاشتراكات المرتبطة بالعمل.
الفكرة الرئيسية التي طرحها ماكرون، وإن لم يذكر اسمها صراحةً، هي التفكير في تمويل نظام الرعاية الاجتماعية (المعاشات، التأمين الصحي، إعانات الأسرة، الخدمات الاجتماعية) عبر فرض ضرائب على الاستهلاك، مما يشير بقوة إلى ما يُعرف بـ "ضريبة القيمة المضافة الاجتماعية".
تعتمد الفكرة على تحويل جزء من تمويل النظام الاجتماعي من الاشتراكات التي تُخصم من رواتب الموظفين ومدفوعات أصحاب العمل، إلى تمويل يعتمد على ضريبة القيمة المضافة (VAT). تُفرض هذه الضريبة على كل عملية شراء سلع أو خدمات، ويدفعها جميع المستهلكين، بمن فيهم السياح الأجانب.
من مزايا هذا النظام، كما يرى مؤيدوه، أنه يحمي الشركات الفرنسية المحلية، حيث تُطبق الضريبة على السلع المستوردة ولا تُفرض على الصادرات، مما يعزز القدرة التنافسية.
تحظى هذه الفكرة بتأييد قطاع الأعمال الفرنسي، ممثلاً في منظمات مثل Medef وCPME. ويرون أن النظام الحالي، الذي يعتمد بشكل كبير على العمالة النشطة، لم يعد مستداماً وحده في ظل التغيرات الديموغرافية التي تشهدها فرنسا، مثل انخفاض معدل المواليد وشيخوخة السكان. وهذا التشخيص يتفق معه الرئيس ماكرون.
تُعد ضريبة القيمة المضافة أكبر مصدر للإيرادات الضريبية في فرنسا، حيث تجمع أكثر من 200 مليار يورو سنوياً. تشير التقديرات إلى أن زيادة نقطة مئوية واحدة فقط في معدل الضريبة (من 20% إلى 21% مثلاً) يمكن أن تدر حوالي 10 مليارات يورو إضافية سنوياً. يمكن استخدام هذه الإيرادات لخفض اشتراكات أصحاب العمل والموظفين، مما قد يؤدي عملياً إلى زيادة صافي الرواتب، وهو أمر إيجابي في ظل شكوى العديد من الفرنسيين من أن العمل لا يحقق لهم دخلاً كافياً.
لكن النقطة السلبية الرئيسية لضريبة القيمة المضافة هي أنها تُعتبر ضريبة تنازلية وغير عادلة. على عكس ضريبة الدخل التصاعدية التي تزيد بزيادة الدخل، يدفع الأغنياء والفقراء نفس معدل الضريبة عند شراء نفس السلعة. هذا يعني أن الفئات ذات الدخل المنخفض، التي تنفق نسبة أكبر من دخلها على الاستهلاك، تتأثر بشكل أكبر بارتفاع الضريبة.
أوضح ماكرون، عند حديثه عن هذه الفكرة، أن المنتجات الأساسية قد تُعفى من أي زيادة محتملة، مشيراً إلى المعدلات المنخفضة الحالية المفروضة بالفعل على بعض السلع مثل الأدوية والمواد الغذائية والكتب.
أُعلن عن خطط لعقد المؤتمر الاجتماعي مع الشركاء الاجتماعيين، لكن لم يُحدد جدول زمني محدد بعد.