
في كلمات قليلة
تعود إلى الواجهة في فرنسا فكرة تمويل الإنفاق الاجتماعي عبر زيادة ضريبة القيمة المضافة بدلاً من خفض الاشتراكات الاجتماعية. يهدف هذا الإجراء إلى دعم القدرة الشرائية والتنافسية، وهو أمر تمت مناقشته وتطبيقه سابقاً في دول أخرى.
تشهد الاقتصادات الأوروبية توجهاً متزايداً نحو الاعتماد على الضرائب بدلاً من الاشتراكات الاجتماعية كمصدر رئيسي لتمويل دولة الرفاه وبرامج الحماية الاجتماعية ونفقات الموازنة العامة.
عادت في فرنسا فكرة ما يُعرف بـ"ضريبة القيمة المضافة الاجتماعية" إلى الواجهة مجدداً. أشار الرئيس إيمانويل ماكرون، دون تسميتها صراحةً، إلى هذه الآلية كوسيلة محتملة لتحقيق هدفين في آن واحد: زيادة القوة الشرائية للموظفين وتحسين القدرة التنافسية للشركات. لاحظ الرئيس: "عندما ننظر إلى جيراننا، نجد أن بعضهم يفرض ضرائب أعلى على الاستهلاك". يطرح السؤال إمكانية خفض الاشتراكات الاجتماعية التي تشكل عبئاً على الشركات والموظفين، وتمويل هذه الفجوة عبر زيادة ضريبة القيمة المضافة (VAT)، وهي ضريبة تُفرض على جميع المنتجات المشتراة بما في ذلك الواردات.
لقد طبقت دول أخرى مقاربات مماثلة في الماضي. ففي عام 2007، رفعت ألمانيا، تحت قيادة المستشارة أنغيلا ميركل، معدل ضريبة القيمة المضافة من 16% إلى 19%، مع خفض الاشتراكات الاجتماعية على الشركات في نفس الوقت. اعتبر البعض في فرنسا حينها هذه الخطوة بمثابة "خفض قيمة ضريبي" (dévaluation fiscale) يهدف إلى تعزيز تنافسية الصادرات الألمانية دون الحاجة لتغيير سعر صرف العملة، وهو أمر مستحيل بحكم الانتماء لمنطقة اليورو.
النقاش الدائر حول هذه الإجراءات يعكس البحث المستمر عن التوازن الأمثل بين دعم قطاع الأعمال وتحفيز النمو الاقتصادي وضمان التمويل المستدام والفعال للالتزامات الاجتماعية الواسعة للدولة.