في ليلة تاريخية بمدينة ميونيخ، حيث توّج نادي باريس سان جيرمان (PSG) بلقب بطل أوروبا، ظهرت شخصية ظلت بعيدة عن الأضواء لأكثر من عقدين. إنها إيلينا كوليل، زوجة المدرب الإسباني لويس إنريكي، التي نزلت إلى أرض الملعب فور صافرة النهاية لتعانق زوجها بعد هذا الإنجاز الكبير في دوري أبطال أوروبا.

إيلينا، وهي خبيرة اقتصادية وأم لثلاثة أبناء، تُعد النقيض التام لشخصية إنريكي النارية. فهي لا تجري مقابلات، ولا تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، وتفضل البقاء في الظل. ظهورها النادر والمؤثر في ملعب "ميونيخ أرينا" كان رمزاً للدعم الثابت الذي تقدمه لزوجها منذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً. وقد عبّر إنريكي نفسه عن امتنانه سابقاً بقوله: "25 عاماً، وبلا شك كان هذا أفضل قرار في حياتي. شكراً لكِ على كل شيء".

منشأ كتالوني وزواج هادئ

وُلدت إيلينا كوليل عام 1971 في غافا، وهي منطقة سكنية راقية في مقاطعة برشلونة، ونشأت في كنف عائلة كتالونية ميسورة. تلقت تعليماً متميزاً في مدرسة بون سولاي الفرنسية، ودرست الاقتصاد. التقت بزوجها المستقبلي لويس إنريكي عندما كانت في الثامنة عشرة من عمرها، وكان حينها لاعباً شاباً في نادي سبورتينغ خيخون، قبل أن ينتقل لاحقاً إلى ريال مدريد ثم إلى نادي برشلونة.

تزوج الثنائي في عام 1997 في كنيسة سانتا ماريا ديل مار القوطية في برشلونة، في حفل اتسم بالبساطة والبعد عن أضواء الصحافة الشعبية، ما يعكس طبيعتهما المتحفظة. وأثمر هذا الزواج عن ثلاثة أطفال: باتشو (مواليد 1998)، وسيرا (مواليد 2000)، وهي فارسة محترفة، والصغيرة كسانا (مواليد 2010).

فاجعة كسانا والعودة إلى الحياة

تعرضت العائلة لأقسى اختبار في عام 2019، عندما توفيت ابنتهما الصغرى كسانا عن عمر يناهز تسع سنوات، بعد صراع مع نوع نادر من سرطان العظام. حينها، ترك لويس إنريكي منصبه كمدرب للمنتخب الوطني الإسباني ليبقى بجوار ابنته وعائلته. إيلينا واجهت هذه المحنة بصمت بعيداً عن الكاميرات. ولم تكسر صمتها إلا مؤخراً، في فيلم وثائقي عن مسيرة زوجها، حيث قالت بعبارات مقتضبة: "لا نعرف متى ستكون نهايتنا. أحاول أن أواجه الأمور جيداً وأن أستفيد من كل شيء".

إدارة الأعمال العائلية

بينما ينشغل لويس إنريكي بالتدريب، لا سيما مع باريس سان جيرمان منذ عام 2023، تتولى إيلينا كوليل إدارة الشؤون المالية والعائلية. تدير العديد من الكيانات العقارية، بما في ذلك شركة "باتريمونيال لوباسي إس إل" (Patrimonial Lupasi SL) المرتبطة بحقوق صور زوجها، بالإضافة إلى شركة "سيارغاو إنفستمنتس" (Siargao Investments)، وهي شركة قابضة نشطة في مجال الطاقة المتجددة والمشاريع المتعلقة بالفروسية، في إشارة إلى شغف ابنتهما سيرا. في 31 مايو الماضي، كانت إيلينا في ميونيخ لمشاهدة المباراة النهائية، قبل أن تنضم إلى زوجها وأطفالها لتلتقط العائلة الكأس "ذات الأذنين الكبيرتين" معاً، في صورة مؤثرة تجسد قوة هذا الاتحاد العائلي.