
في كلمات قليلة
يثير مصطلح «العنصرية ضد البيض» جدلاً واسعاً في فرنسا. فبينما يتبناه سياسيون، بمن فيهم أعضاء في الحكومة، ويجد صدى لدى اليمين المتطرف، يعارضه بشدة باحثون ونشطاء يعتبرونه أداة لتقليل أهمية العنصرية المنهجية والتمييز الذي تواجهه الأقليات غير البيضاء، مشيرين إلى أن الإحصائيات لا تدعم فكرة كونه ظاهرة واسعة الانتشار مقارنة بأشكال العنصرية الأخرى.
هل يترسخ مصطلح «العنصرية ضد البيض» في الخطاب السياسي الفرنسي؟ أصبح التعبير شائعاً داخل الحكومة، بعد أسبوعين من نشر كتاب تحقيق حول وفاة الشاب توماس في كريپول، والذي يشكك في فرضية جريمة قتل دافعها لون البشرة. أكد وزير الداخلية، برونو ريتایو، في 19 مارس على إذاعة «Sud Radio»: «هناك أيضاً عنصرية ضد البيض». وأضاف وزير ما وراء البحار، مانويل فالس، على قناة «CNews» في 24 مارس: «إنها حقيقة». حتى المتحدثة باسم الحكومة، صوفي بريماس، شاركت بحكاية شخصية في اليوم السابق قائلة: «لقد حدث لابنتي في المدرسة الثانوية أن نُعتت بـ 'بيضاء قذرة'». وأكدت الأم لثلاثة أطفال تجاوزوا الثلاثين من العمر الآن: «إنها عنصرية ضد البيض»، منددة بذلك بدورها على إذاعة «Europe 1».
هذا التعبير، الذي لا يقدم الوزراء سياقه أبداً، ليس محايداً. فهو متجذر في حجج اليمين المتطرف منذ عقود، ويمكنه، تحت ستار الإشارة إلى حقيقة العداء المرتبط بلون البشرة، أن يقلل من حجم العنصرية التي تعاني منها الأقليات التي تواجه تمييزاً كبيراً. إليكم سبب انقسام الآراء حول الإشارة إلى «العنصرية ضد البيض».
لأنه يحمل دلالة يمينية متطرفة
ظل تعبير «العنصرية ضد البيض» وبديله الأولي «العنصرية ضد الفرنسيين» محصوراً لفترة طويلة في دوائر الجبهة الوطنية (الآن التجمع الوطني). نجد أثره على ملصق لاجتماع لجان ماري لوبان في باريس عام 1977، ثم في مقابلات مختلفة لزعيم الجبهة الوطنية. في عام 1985، أدان زعيم الجبهة الوطنية «جميع أشكال العنصرية، بما في ذلك بالطبع وقبل كل شيء العنصرية ضد الفرنسيين». بهذه الصيغة، «كان يرد على ظهور مناهضة العنصرية، لا سيما مع ظهور جمعية SOS Racisme في عام 1984»، كما تحلل المؤرخة فاليري إيغونيه في تدوينة عام 2016.
لفترة طويلة، تباهت الجبهة الوطنية بكونها الحزب «الوحيد» الذي لديه «الشجاعة للتنديد» بـ«العنصرية ضد البيض». في عام 2012، تبنى اليمين هذا المصطلح عن طريق جان فرانسوا كوبيه، الذي كان يتنافس على رئاسة حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية (الذي أصبح فيما بعد الجمهوريين). أكد أن «عنصرية ضد البيض تتطور في أحياء مدننا» وقال إنه «يكسر تابوهاً». منافسه، فرانسوا فيون، سار على خطاه قائلاً: «هذا لا يصدمني. الجبهة الوطنية لا تملك شيئاً. إنها تصف وضعاً حقيقياً».
بعد حوالي عشر سنوات، وبينما كانت جريمة قتل كريپول تتصدر الأخبار، صرح إدوار فيليب، رئيس الوزراء آنذاك، لصحيفة «Le Journal du dimanche»: «من المحتمل جداً أن يكون هناك شكل جديد من العنصرية ضد البيض، كما يوجد شكل قديم من العنصرية ضد السود أو ضد العرب أو ضد اليهود». حتى وزير داخليته، جيرالد دارمانان، كان أكثر حسماً على «Europe 1»: «أنا شخصياً، لطالما اعتقدت أن هناك عنصرية وأنها تمس الجميع: تمس العرب، تمس السود، تمس اليهود، تمس الجالية الآسيوية وتمس البيض أيضاً».
في عامي 2012 و 2020، أظهرت استطلاعات رأي لصالح i-Télé و CNews و Sud Radio دعماً قوياً من المتعاطفين مع اليمين المتطرف واليمين لتأكيد وجود «عنصرية ضد البيض». كما أبدى ثلث المتعاطفين مع اليسار حساسية تجاه القضية. تبنى مسؤولون سياسيون آخرون، بمن فيهم من اليسار، المصطلح، مثل الاشتراكية نجاة فالو بلقاسم، التي كتبت في عام 2012 حول هذا الموضوع: «يمكن للجميع أن يتفقوا بسهولة ودون تساهل على وجودها». وأضاف زعيم الحزب الشيوعي، فابيان روسيل، في 25 مارس على CNews: «بالطبع هي موجودة»، مما أثار غضب العديد من نواب حزب فرنسا الأبية (LFI). وانتقد النائب باستيان لاشو على منصة X قائلاً: «نادراً ما فعل قائد منظمة يسارية الكثير لطمس المعالم» و«تطبيع مفاهيم قادمة من اليمين المتطرف».
لأنها تشير إلى ظاهرة أقلية
غالباً ما يروج لها سياسيون يختزلون العنصرية في أعمال عدائية فردية، دون بعد عالمي أو مؤسسي، تُقدم «العنصرية ضد البيض» منذ عام 2012 من قبل مارين لوبان كظاهرة يعيشها «ملايين المواطنين كل يوم». حتى أن لوران دو بيشاد، مؤسس منظمة مكافحة العنصرية ضد البيض (التي أصبحت الآن "النضال من أجل المساواة في مناهضة العنصرية")، أضاف في عام 2019 على CNews: «إنها بالتأكيد أكثر أشكال العنصرية انتشاراً في فرنسا».
ومع ذلك، خلصت دراسة واسعة نشرها المعهد الوطني للدراسات الديموغرافية (Ined) في عام 2016 بيقين شبه تام إلى أن الأشخاص البيض هم الأقل تعرضاً للأعمال العنصرية. ضمن «السكان الأغلبية غير الفقراء»، الذين يشملون الأشخاص المولودين فرنسيين في فرنسا القارية ووالديهم مولودان فرنسيين أيضاً، ويضمون بشكل أساسي البيض، قال 15% فقط من المشاركين إنهم «كانوا هدفاً لإهانات أو تصريحات أو مواقف عنصرية علنية في فرنسا».
لم تظهر أي فئة أخرى نسبة مئوية منخفضة كهذه. كانت النسبة 26% لـ«الأغلبية في زيجات مختلطة» الذين عاشوا مع شخص من أصل أجنبي أو من ما وراء البحار. وارتفعت إلى 60% لمنحدرين من مهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء. «لذا فإن المواقف العنصرية التي تواجهها كتلة الأغلبية ليس لها طابع تجربة جماعية»، يستنتج مؤلفو الدراسة – الذين يؤكدون لـ franceinfo أن النسخة القادمة، قيد المراجعة حالياً، ستؤكد «نفس مستويات الحجم» في النصف الثاني من العام.
فيما يتعلق بالشرطة، تشير الأرقام القليلة المتاحة أيضاً إلى التقليل من أهمية الظاهرة التي تستهدف السكان الذين يُطلق عليهم «الأغلبية». في عام 2020، من بين الاعتداءات العنصرية أو المعادية للأجانب التي أدت إلى شكوى أو محضر تدخل للشرطة، كان ما يزيد قليلاً عن 6% يتعلق بـ«العنصرية ضد البيض»، مقابل ما يقرب من 27% تستهدف السكان «العرب» وحوالي 22% تستهدف السكان «السود»، وفقاً لوزارة الداخلية. وبعيداً عن الوقائع المبلغ عنها لقوات الأمن فقط، «يظهر المهاجرون وأحفاد المهاجرين بشكل كبير كضحايا معلن عنهم للاعتداءات العنصرية أو المعادية للسامية أو المعادية للأجانب»، تشير الوزارة.
ماذا عن القضاء؟ أبرزت دراسة أجريت عام 2019 على ثلاث محاكم وجود عدد «منخفض» من الجرائم العنصرية التي تستهدف المشتكين «الفرنسيين - البيض». هذه الوقائع أقل بثلاث مرات من الجرائم ضد الأشخاص السود وخمس مرات أقل من تلك الموجهة ضد المغاربيين. في نهاية المطاف، يصدر القضاة أحياناً إدانات تعترف بالطابع العنصري لاعتداء على شخص أبيض، كما كان الحال في عام 2014 بعد تعرض رجل للضرب ونعته بـ«أبيض قذر» و«فرنسي قذر». ومع ذلك، «نادراً ما يُدان مرتكبو الجرائم 'ضد الفرنسيين'» مقارنة بالآخرين، وفقاً لمؤلفي الدراسة. ويخلصون إلى أن «أهمية وصف هذه الاعتداءات والإهانات بأنها عنصرية لا تبدو واضحة بعد لجميع الفاعلين في العملية القضائية».
لأنها تحجب أشكالاً أكثر منهجية للعنصرية
دافعت الناشطة المناهضة للعنصرية روخيا ديالو في 27 مارس على Threads قائلة: «العنصرية ضد البيض غير موجودة». كما دافع عالم الاجتماع إيريك فاسان في عام 2018 لـ France Culture قائلاً: «العنصرية ضد البيض غير موجودة بالنسبة للعلوم الاجتماعية، ليس لها معنى». هذه الكلمات، التي يشاركها العديد من النشطاء والأكاديميين، لا تهدف إلى التشكيك في وجود إهانات عنصرية «غير مقبولة» ضد الأشخاص البيض، بل إلى الاعتراض على تطبيق مصطلح «العنصرية» على البيض.
تكمن نقطة الخلاف الرئيسية حول تعريف العنصرية نفسه، والذي يتراوح بين التوسعية والتضييق. على عكس الرؤية التي يروج لها اليمين المتطرف، والتي تميل إلى التقليل من شأن التمييز الذي تعاني منه الأقليات غير البيضاء، بل وإنكاره، تهدف خطابات نفي «العنصرية ضد البيض» هذه إلى فرض رؤية منهجية للعنصرية، ترتبط بالضرورة بـنظام هيمنة وتمييز متجذر في التاريخ. وهكذا، جادل عالم الاجتماع فابريس دهوم في عام 2017 على France Culture بأن «العنصرية ليست مسألة أفراد عنصريين يرتكبون أفعالاً مدانة أخلاقياً أو قانونياً، كما يُعتقد غالباً»، ولكنها «نظام اجتماعي هرمي، مع نظام امتيازات للبعض وأضرار يتكبدها الآخرون».
دون حسم الجدل، أكدت الدراسة الواسعة للمعهد الوطني للدراسات الديموغرافية (Ined) التي نُشرت في عام 2016 أن «العنصريات» التي يعاني منها «الأقليات» و«الأغلبيات» ليست «قابلة للمقارنة، ولا متماثلة، ولا متكافئة». ويصر المؤلفون على أن «عنصرية الأقليات تجاه الأغلبيات يمكن أن تجرح لفظياً، بل وتكون عدوانية جسدياً، لكنها لا تشكل نظاماً ولا تنتج عدم مساواة اجتماعية». بمعنى آخر، «لا نواجه تمييزاً في الحصول على عمل أو سكن أو رعاية صحية لأننا بيض، في حين أن مثل هذه المواقف مُعلنة ومثبتة بالنسبة للأشخاص السود أو العرب»، توضح إحدى مؤلفات الدراسة، عالمة الاجتماع كريستيل هامل، لـ franceinfo.
ومع ذلك، فإن رفض تعبير «العنصرية ضد البيض» لا يحظى بإجماع في الأوساط الأكاديمية والناشطة. يدافع عالم السياسة دانيال صباغ، المتخصص في التمييز، عن «تعدد مفاهيم العنصرية». في عام 2020، على موقع Sciences Po، احتفظ بـ«ثلاثة مفاهيم رئيسية» («إيديولوجية»، «مواقفية»، أي التعبير عن «مجموعة من المواقف السلبية» و«منهجية»)، والتي يتوافق أول اثنان منها، حسب رأيه، مع تعبير «العنصرية ضد البيض». ويؤكد: «التأكيد بشكل متعالم على أن 'العنصرية ضد البيض غير موجودة' يتطلب ببساطة تجاهل بعدين رئيسيين لها».
وبالمثل، على عكس جمعيات مثل SOS Racisme أو رابطة حقوق الإنسان، تحملت الرابطة الدولية لمناهضة العنصرية ومعاداة السامية (Licra) والحركة المناهضة للعنصرية ومن أجل الصداقة بين الشعوب (Mrap) استخدامه، بحذر، من أجل «مكافحة العنصرية بجميع أشكالها». مبدأ واقعي بالنسبة للبعض، وخيانة للنضال المناهض للعنصرية بالنسبة للآخرين.