
في كلمات قليلة
يؤكد كتاب تحقيق جديد للصحفيين شارلوت بيلاش وأوليفييه بيرو أن زعيم «فرنسا الأبية» جان لوك ميلانشون هو «رجل عنيف». يتناول الكتاب حالات عنف، وتطهيرات داخل الحزب، ويثير قضايا تتعلق بمعاداة السامية.
يؤكد كتاب تحقيق جديد بعنوان «القطيع» أن زعيم حزب «فرنسا الأبية» (La France insoumise) الفرنسي جان لوك ميلانشون هو «رجل عنيف».
مؤلفا الكتاب، الصحفيان شارلوت بيلاش وأوليفييه بيرو، قضيا عامين في التحقيق حول الحزب وأجريا مقابلات مع أكثر من 200 شخص. وقد عرضا نتائج عملهما الذي سيصدر قريباً.
تصف شارلوت بيلاش جان لوك ميلانشون بأنه «رجل عنيف». وقد شاركت مع أوليفييه بيرو في تأليف كتاب «القطيع. تحقيق في فرنسا الأبية لجان لوك ميلانشون».
يكشف الكتاب، على وجه الخصوص، عن محتوى رسائل أرسلها جان لوك ميلانشون إلى بعض أعضاء الحزب أو حلفائه من اليسار. على سبيل المثال، كما تؤكد شارلوت بيلاش، في رسالة أرسلت إلى مارين توندولييه التي أعربت عن أسفها للمشاحنات الداخلية لليسار، قيل: «سأعطيك الجرعة التي تستحقينها».
وتضيف الصحفية: «هذا العنف ينتشر في الحركة بأكملها»، مشيرة إلى أنه تجلى، بشكل خاص، في مجموعات تلغرام، حيث تم على مدى عامين «تتبع ومضايقة أولئك الذين تم تطهيرهم في النهاية».
يفصل التحقيق عمليات التطهير العديدة التي حدثت داخل «فرنسا الأبية». فبالإضافة إلى الحالات المعروفة للجمهور، مثل الثنائي راكيل غاريدو وألكسيس كوربيير، وكليمنتين أوتين، وفرانسوا روفين، ودانييل سيمونيه، يضم الحزب «حوالي عشرة حالات أخرى، أكثر هدوءًا ولكنها ليست أقل عنفًا»، كما يوضح الصحفيان. وتضيف شارلوت بيلاش: «الحزب يقوي نفسه بالتطهير، هذه عبارة تستخدم في اليسار المتطرف».
وتواصل الصحفية: «كان التحدي خلال هذين العامين هو إقناع المصادر التي ليست من 'ملازمي' ميلانشون بالتحدث». وفقًا لشهود عديدين، يعتبر 'ملازمو' حزب «فرنسا الأبية» اليوم «مكررين لجان لوك ميلانشون».
من جانبها، رفضت النائبة عن حزب «فرنسا الأبية» صوفيا شيكيرو الرد على الصحفيين. ويؤكد أوليفييه بيرو أن المؤلفين قرروا لأول مرة ذكر أن شيكيرو وميلانشون يتقاسمان حياتهما «للسبب البسيط وهو أن هذا الثنائي السياسي وحياتهما الخاصة لهما تأثير على تنظيم وسير العمل» داخل الحزب.
كما يسلط الكتاب الضوء على عدة تجاوزات أخرى، أبرزها قضية النائب عن حزب «فرنسا الأبية» أدريان كواتنينز، الذي اعترف بصفع زوجته ودخل في إجراء «الإقرار بالذنب». يقول أوليفييه بيرو: «هناك تناقض تام بين ما يدافع عنه الحزب بشأن العنف الجنسي والجنساني وما يقوله ميلانشون».
أثيرت أيضًا مسألة معاداة السامية. تقول شارلوت بيلاش: «يمكن ملاحظة أن جان لوك ميلانشون اليوم يقلل من شأن معاداة السامية». وتضيف أنه يقول إن «معاداة السامية متبقية» وأن «الاتهام بمعاداة السامية أصبح فارغًا من المعنى». ومع ذلك، ترى أن هناك «وعيًا متزايدًا»: «علمنا، بعد كتابة الكتاب، أن أعضاء 'فرنسا الأبية' تلقوا تدريبًا حول قضايا معاداة السامية لا يريدون الحديث عنه. لأنه في 'فرنسا الأبية'، لا يعترفون بالأخطاء».