
في كلمات قليلة
اقترح رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو إلغاء عطلتين رسميتين، هما اثنين الفصح وذكرى 8 مايو، بهدف تعزيز اقتصاد البلاد. سيؤدي هذا الإجراء إلى خفض عدد أيام العطل في فرنسا من 11 إلى 9 أيام، مما أثار نقاشًا سياسيًا واجتماعيًا حادًا.
أثار اقتراح رئيس الوزراء الفرنسي، فرانسوا بايرو، يوم الثلاثاء، عاصفة من الجدل السياسي في مختلف الأطياف السياسية، بعد أن طرح فكرة إلغاء عطلتين رسميتين في فرنسا بهدف تعزيز الإنتاج الاقتصادي وزيادة إيرادات الدولة. وحدد بايرو "كمثالين" يوم اثنين الفصح وذكرى 8 مايو.
في حال تطبيق هذا الإجراء، سينخفض عدد أيام العطل الرسمية في فرنسا من 11 إلى 9 أيام، مما سيضعها في مرتبة متأخرة بين جيرانها الأوروبيين كواحدة من أقل الدول سخاءً في هذا المجال. وأكدت وزارة العمل أن هذا التغيير، في حال إقراره، سيشمل الجميع، من موظفي القطاع الخاص إلى موظفي الخدمة المدنية.
فرنسا في ذيل الترتيب الأوروبي
يبلغ متوسط عدد أيام العطل الرسمية في الاتحاد الأوروبي حوالي 11.7 يومًا سنويًا، مع وجود تباينات كبيرة بين الدول. تتصدر قبرص القائمة بـ 15 يوم عطلة، تليها إسبانيا ومالطا وسلوفاكيا وبلغاريا ورومانيا وكرواتيا بـ 14 يومًا. وتأتي النمسا وفنلندا والبرتغال ولاتفيا وليتوانيا وبولندا وجمهورية التشيك في المرتبة الثالثة بـ 13 يومًا. أما ألمانيا والدنمارك وهولندا، فتقع في نهاية القائمة بـ 9 أيام فقط.
تحتل فرنسا حاليًا، بـ 11 يوم عطلة، موقعًا متوسطًا إلى جانب إستونيا ولوكسمبورغ والسويد واليونان والمجر وإيطاليا. لكن إلغاء يومين سيضعها في المجموعة الأدنى، خلف بلجيكا وأيرلندا اللتين لديهما 10 أيام عطلة.
مع ذلك، يفتح هذا الإعلان النقاش حول إجمالي أيام الراحة للفرنسيين. فعند إضافة أيام الإجازات السنوية إلى العطلات الرسمية، يصل المجموع في فرنسا إلى 36 يومًا، مما يضعها في المرتبة الثامنة في الاتحاد الأوروبي. ورغم ذلك، تبقى بعيدة عن الدول الرائدة في إجمالي أيام الراحة مثل إسبانيا ومالطا (44 يومًا)، تليهما إستونيا (39 يومًا)، والنمسا (38 يومًا).
جدل حول رمزية الأيام المقترحة
تبقى مسألة اختيار الأيام التي سيتم إلغاؤها حساسة للغاية. فكل من اثنين الفصح و8 مايو يحملان رمزية خاصة. اثنين الفصح، الذي أصبح عطلة رسمية منذ عام 1886، هو إرث لتقاليد مسيحية قديمة ويُعتبر عطلة في 23 من أصل 27 دولة في الاتحاد الأوروبي.
أما يوم 8 مايو، فيحتفل بذكرى استسلام ألمانيا النازية في عام 1945. شهد هذا اليوم مسارًا متقلبًا؛ فبعد أن أصبح عطلة في 1953، أُلغي في 1968، ثم أعيدت تسميته "يوم أوروبا" في 1975، قبل أن يعود عطلة رسمية مجددًا في 1981. يثير اقتراح إلغائه معارضة شديدة من مختلف الأطراف السياسية، وهو يوم لا يُحتفل به كعطلة رسمية إلا في دولتين أوروبيتين أخريين هما جمهورية التشيك وسلوفاكيا.
سيتم دمج مشروع إلغاء العطلتين في مناقشات الميزانية القادمة، وإذا تم اعتماده، فسيشكل تغييرًا تاريخيًا في التقويم الفرنسي.